دراسة نص "أخي" لـ ميخائيل نعيمة - المدرسة الرومنسية - السنة الثالثة ثانوي جميع الشعب
شعبة علوم تجريبية - رياضيات - تقني رياضي - تسيير و اقتصاد - أداب و فلسفة- لغات أجنبية
3AS






دراسة نص أدبي "أخــي" للشاعر ميخائيل نُعَيْمَة                                                                        شبكة أدرس التعليمية www.odros.net
 
 


[size=37]أخي[/size]
 
أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تـشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثــــــلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
***
أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
وألقى جسمَـهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ
فلا تطلبْ إذا ما عُــــدْتَ للأوطـانِ خلاّنَا
لأنَّ الجوعَ لم يتـــــركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم
سوى أشْبَاح مَوْتَانا
 
أخي! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ
ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ
فقد جَفَّتْ سَوَاقِيـــــــــــنا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا
ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا
سوى أجْيَاف مَوْتَانا
 
أخــــي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا
وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّـــــا
فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا
بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل
نواري فيه مَوْتَانَا
***
أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ
إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِـــــــــزْيُ والعَارُ
لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّــــــــــــتْ بِمَوْتَانَا
فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقــــــــاً آخَر
نُوَارِي فيه أَحَيَانَا
ميخائيل نعيمة
همس الجفون


عن الشاعر:
            ولد ميخائيل نعيمة عام 1889 بلبنان، تعلم بمسقط رأسه ثم انتقل إلى فلسطين ثم أرْسِل لنجابته إلى روسيا لمواصلة الدراسة. سافر مع أخيه الى أمريكا لدراسة الحقوق في واشنطن وكان عضوا في الرابطة القلمية. توفي عام 1988. من أهم مؤلفاته: همس الجفون، الغربال.
 
تقديم النص:
            ندد الكثير من الادباء بظروف الأمة العربية، وحملوا على عاتقهم مسؤولية الوقوف عند قضايا الأمة، ومحاولة التوعية وإيجاد حلول لها
 
في الحقل المعجمي:
            الالفاظ التالية: يزرع، يحرث، الغرس تندرج في الحقل الدلالي للطبيعة
 
اكتشاف معطيات النص ومناقشتها:
            يحدثنا الشاعر عن جرائم الغرب في بلاد العرب، ويقف عند زيف حضارتهم وانعدام القيم الإنسانية عندهم من خلال تصوير صورة الدمار، الموت، الفقر التي خلفها العرب في بلاد العرب
            ويتوجه بندائه للعرب بهدف توعيتهم بضرورة النظر الى الأمور من الجانب الصحيح فيخاطبهم بنبرة عتاب صريحة في المقطوعة الأخيرة. عبارة 'لو أردنا نحن ما عمّ" توحي بمسؤولية العرب فيما هم فيه.
            أما اختيار ضمير المخاطب المفرد في بداية كل مقطع فالغاية منه جعل الكلام ذا وقع شديد على نفس كل عربي منخدع ببريق الحضارة الغربية
            مفهوم الأصالة العربية في هذا النص هو الكشف عن العلاقة المقدسة الموجودة بين الفرد وأرضه بالمقابل إسقاط القناع عن الحضارة الغربية التي تحكمها المادة والمنفعة
ومن هنا فالشاعر رافض لهذه الحضارة لأنها متخلفة إنسانيا وحضاريا.
 
تحديد بناء النص:
            مزج الشاعر بين الأسلوبين الخبري والإنشائي. من الخبر: فقد جفّت سواقينا (غرضه تقرير حقيقة بطش الغرب). ومن الانشاء: اتبعني (غرضه الحث)
            اختار الشاعر لون الكناية لـلإفصاح عن تجربته الشعورية. مثل: نحفر خندقا بالرفش والمعول (كناية عن انطلاقة جديدة).
            أما النمط الغالب على النص فهو الإيعازي (الارشادي). من مؤشراته: -     استعمال ضمر المخاطب
-          استعمال الجمل الانشائية الطلبية (مثلا: النهي)
الاتساق والانسجام:
وظف الشاعر روابط كثيرة منها حروف الشرط، حروف النفي (لم، ما)، حروف الجر والعطف. أما بل فهي حرف عطف وظيفته نفي الحكم عمّا قبله واثبات ما بعده
 
مجمل القول في تقدير النص:
            يكشف النص عن موقف الشاعر المندد بالحضارة الغربية التي يعتبرها راقية ماديا، متخلفة إنسانيا. ومشاعره الفياضة متدفقة تعكس صدق حبه لأبناء قومه.
 
من مظاهر التجديد في النص:
-       التنويع في الروي والقافية
-       الاعتماد على نظام السطر وليس البيت
-       سهولة اللغة وبعدها الايحائي
-       استعمال قاموس الطبيعة
 
موضوعا:    
-     محاولة توعية الشعوب العربية إلى ما تعيشه
-       التدفق العاطفي و